Tuesday, June 11, 2013

قصد المؤلف


قصد المؤلف..

اذا كان كانت عملية الفهم في القرن التاسع عشر تأثرت بشلايرماخر ودلتاي الذين ركزا الفهم في اعادة بناء الوضع الذي انتج فيه النص , والتحليق في أفق المؤلف كي يعيش المؤول الفعل الابداعي , ( مهمة الهرمنيوطيقا فهم النص كما فهمه مؤلفه بل حتى أحسن مما فهمه مؤلفه ) كما يقول شلايرماخر .
ورغم تراجع هذه الفلسفة في القرن العشرين الا أن هيرش يعيد تيار الفلسفة التقليدية مرة أخرى إذ يعلن أن موضوع التأويل الأساس هو قصد المؤلف : تتمثل مهمة المؤول الرئيسية في أن يعيد بنفسه إنتاج منطق المؤلف واتجاهاته ومعطياته الثقافية ثانية , أي باختصار إعادة إنتاج عالمه .))
ينحو هيرش في نقده على المواقف المعاصرة بارجاع قصد المؤلف الى الصدارة والتغلب على النزعة الشكية في إمكانية التأويل الصحيح ,(( الموضوعية غير موجودة مالم يكن المعنى غير متغير )) ويجزم هيرش أن أي تأويل لا يمكن أن يحدث إلا بلغة المؤلف : (( يستدل الشكي على الكثير من خلال حقيقة أن خبرات العصر الراهن ومقولاته وأنماط فكره لا تماثل تلك التي للماضي . فهو يستنتج أننا لانستطيع فهم النص الا بلغتنا الخاصة . ان هذه العبارة متناقضة نظرا الى ظرورة تفسير المعنى اللفظي بلغته الخاصة إذا مااريد تفسيره أصلاً)) , وربما نسأل كيف يمكن أنن نعيد توليد قصد المؤلف مرة أخرى , اذ يبني هيرش نظرته على قابلية توليد المعنى :(( تعتمد القابلية على اعادة توليد المعنى اللفظي والقدرة على المشاركة فيه على وجود شئ يمكن اعادة توليده ,.. ان القابلية على اعادة التوليد هي خصيصة المعنى اللفظي )) وقد علق كونز هوي في محاولته لمعرفة ماللذي يقصده هيرش بالمعنى اللفظي :(( فعندما يزعم هيرش أن المعنى يعد شأنا من شؤون الوعي فهو يقدم ضمنا نظرية للمعنى , إنه يعرف المعنى اللفظي بوصفه كل مايرغب شخص ما بنقله من خلال تتابع معين من العلامات اللغوية ويمكن نقله بواسطة تلك العلامات )) ولا يوافق هيرش أيضا على التفريق بين النصوص الشعرية والنصوص الاعتيادية , ويؤكد على ضرورة افتراض فهم واحد صحيح للنص في الأقل, للجزم بأن تأويلات معينة تكون تكون متفقة معه إلى حد ما .
رغم أن هيرش يعترف بصعوبة الوصول إلى المعنى الخاص في ذهن المؤلف (( فالسؤال التأويلي المهم والوحيد هو:هل قصد المؤلف ذلك المعنى العام بكلماته حقا ؟ )) ويستدل من هنا على أن القصد هو ما يبحث عنه الناقد بالضبط , في النهاية تبدو فكرة قصد المؤلف مسألة فلسفية وليست تطبيقية , ومثل هذا المفهوم يمنح المؤول الأسس التي يقف عليها للجزم بصحة تأويله وبأن هناك فهما صحيحا ينبغي الاقترا منه .
يعقب كونز هوي (( ولا شك أن الصعوبات المصاحبة لتوضيح مفهوم المعنى عند هيرش لاتبين أن نظريته في التأويل غير صحيحة ولذلك نقول إن هذه النظرية اذا لم تخطو خطوات مهمة يبقى عرضها غير واف , .. وهكذا فإن إصراار هيرش على قصد المؤاف بوصفه محددا للمعنى النصي قد حظي بترحيب واسع بوصفه أساساً جديداً لرفض الممارسة الشكلانية للنقد الانجلو- امريكي الجديد .
Top of Form