Saturday, October 29, 2016

مقدمات تمهيدية في النظرية الماركسية




مي عبد الوهاب, مراجعة ماجد العلوان

النظرية الماركسية
(مقدمات تمهيدية)
نبذة عن المقالة:

تهدف هذه المحاولة الى التعريف التمهيدي بالأفكار الرئيسية والخطوط العريضة للنظرية الماركسية، التي أصبحت أكثر من أي وقت مضى ذات صلة وثيقة بعالمنا الحالي المليء بالكوارث الاقتصادية والسياسية في مختلف بقاع الكرة الأرضية. وتتطرق المقالة الى المحاور التالية:
1-      استهلال سريع لتقديم فكرة ضمنية حول فلسفة الفعل (البراكسيس)[1]
2-      نبذة تاريخية مختصرة عن مؤسسي النظرية الماركسية.
3-      فهم الماركسية كنظرية تاريخية.
4-      فهم الماركسية كنظرية اجتماعية.
5-      فهم الماركسية كنظرية اقتصادية.
6-      محاولة فهم الخط الفاصل بين تبني النظرية الماركسية كأيديولوجيا أو منهج علمي موضوعي في العمل السياسي (اسقاط على مثقف العالم الثالث[2]) من وجهة نظر المفكر العربي عبد الله العروي على ضوء كتابه " العرب والفكر التاريخي"
7-      وأخيراُ يجد القارئ في اخر صفحة من المقال ثبت مصطلحات يشرح بعض المفاهيم التي يحبذ ان يبدأ بها إذا كانت تبدو جديدة او غير مألوفة له. بالإضافة الى الحواشي التي أسفل كل صفحة التي تعود لمرجع معين او اسهاب لغرض التوضيح فقط.
 استهلال حول فلسفة الفعل:

"ان النزعة المادية التي ترى أن الانسان وليد الظروف والتربية، وبالتالي أن الانسان يتغير بتغيير الأوضاع وتجديد التربية، تنسى أن الانسان هو الذي يغير الأوضاع وأن المربي نفسه محتاج الى تربية. فتميل هذه النزعة(المادية) الى تقسيم المجتمع الى قسمين، وجعل أحدهما فوق المجتمع كما هو الحال عند أون[3]. ان العقل لا يمكن أن يوافق بين تغير الظروف وفعالية الانسان عبر الممارسة الثورية." [4]
 يتضمن هذا النص الذي كتبه ماركس صراحة على قدرة وأهمية الفعل والممارسة الثورية للإنسان، الذي يستطيع هو وحده تغيير الظروف. وفي ذات الوقت ينتقد ماركس التيار المادي الذي يحبس الانسان داخل دائرة الظروف والوعي القائم (المهيمن). وهنا يكمن جوهر الماركسية كتيار فكري يحاول الجمع بين النظرية والممارسة معاَ. بكلمات أخرى، يحاول  هذا الفكر دوما استيعاب الذاتي والموضوعي في آن, ويحاول كذلك إخراج الأفكار إلى العالم المادي الملموس, لأن تلك الأفكار هي وليدة العقل الذي هو المادة.
 ويصف عبد الله العروي[5] الماركسية بأنها تمثل عموما منظومة فكرية تستجيب استجابة كاملة للشروط التاريخية، تبرر خصائص كل أمة، وترسم للجميع صورة مستقبل ليس وقفاً على أحد.

مؤسسي النظرية الماركسية:

تعود النظرية الماركسية الى الفيلسوف الألماني كارل ماركس. الذي ولد عام 1818 م في مدينة ترير غرب المانيا. تلقى ماركس تعليمه الأكاديمي بين مدينتي برلين وبون. ونال شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وكانت أطروحته حول الفلسفة اليونانية. لعبت أفكاره الثورية دورا هاما في تأسيس علم الاجتماع والحركات الاشتراكية. يعد ماركس متعدد الاهتمامات والنشاطات. فمنذ صغره انخرط في الحراك السياسي. حيث انضم في بداية مشواره الى مجموعة الهيجيلين الشباب التي انفصل عنها فيما بعد. كما كان يكتب المقالات للعديد من الصحف الراديكالية* إلى ان التقى رفيق دربه فريديرك إنجلز ابن العائلة الصناعية الألمانية الثرية في باريس عام 1844م. جدير بالذكر، أن النظرية الماركسية قد تبلورت على يد إنجلز, فلا تقل إسهاماته قيمة عما أنتجه ماركس., وذلك لكونه عملا وهماً مشتركاَ بينهم. وبدأ مشوارهم النضالي أولا في نقد مفهوم الأمة عند هيجل ونقد وتحليل الأيديولوجيا الألمانية وصولا الى نقد النمط الرأسمالي للإنتاج الذي يعد من أشهر وأبرز أعمال ماركس. وعلى إثر ذلك,  يعتبر ماركس من اهم المفكرين الاقتصاديين في التاريخ. ويجب التنويه أن ماركس لم يكن اقتصاديا فحسب, بل كان فيلسوفا وعالم اجتماع ومؤرخا وناشطا ثوريا أيضا. حاول بجميع تلك الادوات نقد نمط الإنتاج الرأسمالي من خلال النظر الى تكوين العلاقات الاجتماعية داخل هذه المنظومة. و أهم مكونات ماركس(أو النظرية الماركسية) الفكرية التي أثرت في مراحل أعماله هي ثلاث مكونات رئيسية أولها، الفلسفة الألمانية المتمثلة في هيجل ونظرته للتاريخ عن طريق منهجه الجدلي الذي طوره ماركس فيما بعد. بالإضافة الى فلسفة فيورباخ التي نقدها في كتابه المهم " أطروحات حول فيورباخ" وكتب فيها ماركس مقولته الشهيرة " كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة-لكن المهم هو تغييره". وتعتبر الاشتراكية الفرنسية الطوباوية هي المكون الثاني لفكر ماركس, وذلك حين انتقل للعيش في باريس في الفترة 1843-1845م.أما المكون الثالث الذي لعب دورا مهما في فكر ماركس الاقتصادي بالتحديد والذي بسببه  أقدم على كتابة كتاب "رأس المال" هو فكر فلاسفة الليبرالية في الاقتصاد السياسي كآدم سميث و جون ميل ستيوارت و ريكاردوا ومالثوس . توفي ماركس بلا جنسية في لندن بعد وفاة زوجته بسنتين عام 1883 م بعد ما أصيب بالتهاب في القناة التنفسية وقال فريديرك أنجلز كلمته في صديقه " في الخامس عشر من مارس، في الثالثة الا ربع بعد الظهر، المفكر العظيم توقف عن التفكير، وقد كنا قد تركناه بالكاد دقيقتين لوحده، ولما عدنا وجدناه على كرسيه، وقد غط في نومه بسلام-ولكن للأبد"

الماركسية كنظرية تاريخية:

المادية التاريخية (Historical Materialism)

هي منهجية تقوم بدراسة المجتمعات البشرية وأنماط تطورها على مدى تمرحل التاريخ, وترتكز على المحددات والشروط المادية للتاريخ, أي علاقات الإنتاج التي تقوم بإنتاجها العلاقات الاجتماعية والتي بدورها تلعب دور مهم في تنوع الأنماط الاجتماعية بينهم, والتفاوت الطبقي الذي يوزع بدوره السلطة الاجتماعية بين فئات المجتمع الواحد.
وبعبارة أخرى، تبحث النظرية المادية للتاريخ عن عوامل وأسباب التحولات في المجتمع البشري, وعن الوسائل التي تجمع بينهم لإنتاج ضروريات الحياة. ويتضح ذلك في تعليق ماركس " لا يتكون المجتمع من الأفراد، ولكنهم يتمثلون ضمن مجموع العلاقات التبادلية، وتلك العلاقات هي التي تحدد موقع الأفراد ضمنها"
وهناك مفهوم لدى بعض المفكرين، يرى بأن المتغيرات الاقتصادية هي التي تشكل القاعدة المادية للتاريخ والمجتمع. لكن يجب التنويه بأن النظرية التاريخية الماركسية ترى بالفعل أن القاعدة الاقتصادية هي الهيكل الاساسي للمجتمع. ولكنها لا تقول بأنه يجب تحديد كل شيء في التاريخ من خلال الاقتصاد كما يعتقد البعض. وكما انه مثلا لا يمكن النظر الى ما يميز أي منزل من خلال النظر الى اساساته فقط، هكذا ذاك.
وبالنسبة للمادية التاريخية، فإنها ترى فكرة تطور المجتمع البشري خلال سلسة من المراحل التاريخية التالية[6]:
·         الشيوعية البدائية: لم يكن هناك ممتلكات خاصة، أو طبقات، أو نخب متميزة، أو شرطة، أو جهاز قسري خاص (الدولة). بل كانت الأشكال الاقتصادية في هذه الفترة بسيطة جداً. وكان البشر يتجولون بحثاً عن الطعام. ويطلق علماء الآثار على هذه الفترة مسمى العصر الحجري القديم. وبما أنه لم تكن الملكية الخاصة موجودة، فكان كل ما يصنع او يجمع او ينتج قد اعتبر ملكية مشتركة عامة أي مشاعة بين الجميع.
·         المجتمع العبودي: يعتبره الكثيرون أول ظهور لفكرة المجتمع الطبقي. وذلك حين بدأ ظهور مفهوم الملكية الخاصة التي كانت غائبة في فترة الشيوعية البدائية. ومع نشوء المجتمع الطبقي، تم إنشاء مؤسسات خاصة لحماية مصالح الطبقة الحاكمة، وبذلك، فقد أصبح هناك حاجة لهيئات مسلحة خاصة لكي تحمي الملكية الخاصة. وتم سن قوانين جديدة لحماية مالكي العبيد. وأيضا خلال هذه المرحلة بدأ تبلور نشأة الدولة وملحقاتها. وفي القرن السابع قبل الميلاد، أصبحت الأرستقراطية القبلية في اليونان طبقة حاكمة من ملاكي الأراضي والعبيد الذي تم توظيفهم لجلب الخيرات لمالكيهم، والعمل في تلك الأراضي طوال الليل والنهار. ثم بعد ذلك يتم إعطاءهم ما تبقى من استهلاك ملاكهم حتى يضمن استمرار بقائهم لخدمة تلك الطبقة الحاكمة او الأرستقراطية.
·         المجتمع الإقطاعي: هو مجتمع ظهرت فيه طبقات جديدة وهي النبلاء الإقطاعيين ملاك الاراضي والملك، والأرستقراطية، ورجال الكنيسة الكبار، والأساقفة. وتحتهم وجدت البارونات والدوقات والفرسان المتمتعين بالامتيازات. وفي الدرجات السفلى من النظام الاجتماعي وجد الأحرار، والاقنان، والعبيد. ومع نضج العلاقات الإقطاعية، أصبحت غالبية الأراضي الزراعية في أوروبا مقسمة الى مناطق تعرف بالضيع الإقطاعية حيث لكل ضيعة إقطاعية لوردها ومسؤولها الخاصون بها، والذين تمثلت مهمتهم بإدارة العقارات.
·         المجتمع الرأسمالي: تعد الرأسمالية المرحلة الرابعة في السلسة التاريخية، حيث تظهر بعد الثورة البرجوازية حين يسقط النظام الاقطاعي. وما يميز المجتمعات الرأسمالية كما هو معروف حالياً السوق الحر, و الملكيات الخاصة, و الديموقراطية البرجوازية,  وأخيرا الإمبريالية*, والتوجهات الاحتكارية ليست في السوق فقط وانما في السلطات الاجتماعية. مهدت الثورات البرجوازية الكبرى الطريق للرأسمالية. وضمنت التغيرات الزراعية نمو الزراعة الرأسمالية. حيث قسمت المقاطعات الاقطاعية القديمة ووزعت على الفلاحيين. ومن خلال السطو والتقييد والنهب والمنافسة, أصبحت وسائل الإنتاج متمركزة في أيد أقل وأقل. حيث ينتج العامل قيمة أكثر مما يتلقاه كأجر، و يصادر الرأسمالي فائض القيمة التي ينتجها، وفي بحثها عن الربح، وسط منافسة، تضطر طبقة نمط الإنتاج الرأسمالي إدخال أساليب جديدة في الإنتاج, وبهذه الطريقة لعبت الرأسمالية دوراُ تقدمياُ في تثوريها المستمر لقوى الإنتاج.
·         المجتمع الاشتراكي: وترى التاريخية المادية أن بعد تحلى الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) بالوعي الضروري لكي تثور ضد نمط الإنتاج الرأسمالي, تحدث الثورة على الطبقة المسيطرة البرجوازية وتحل مكانها الطبقة العاملة في السيطرة على وسائل الإنتاج والسلطة وبذلك تتغلب الاشتراكية على الرأسمالية, وتحل المرحلة الخامسة للتاريخ كما رأتها تلك النظرية المادية للتاريخ. ومن أبرز الخصائص التي تميز النظام الاشتراكي, الملكية العامة لتخطط في صالح الأغلبية وتكون المركزية البيروقراطية العمالية التي اسماها ماركس نفسه" ديكتاتورية البروليتاريا" التي هي ضرورة تاريخية للتحول الأخير والحقيقي للمجتمع الشيوعي.
·         المجتمع الشيوعي اللا طبقي (لم يوجد بعد): وبعد مرور الزمن على التحول الاشتراكي والتغيرات التاريخية والتخلص من الملكية الخاصة واستغلال الطبقات لبعضها البعض، ستكون الطبقات والحاجة للدولة قد انتهت واضمحلت. كما تتخيل تلك الرؤية الماركسية للتاريخ وسيكون عصر ما قبل التاريخ انتهى سيصبح أخيراُ بإمكان القوى المنتجة التي تراكمت عبر آلاف السنين من المجتمع الطبقي، وضع الأسس لمجتمع لا طبقي حيث تصبح الدولة وتقسيم العمل غير ضروريين.

المنطق الجدلي للتاريخ(Dialectics):

يقول أنجلز على المنهج الجدلي او الجدلية " ليست الجدلية الا علم القوانين العامة للحركة ولتطور الطبيعة والمجتمع البشري والتفكير" وتعود نشأة المنهج الجدلي الفكري إلى الفلاسفة الاغريق أمثال أرسطو وأفلاطون, أي قبل أن يقوم بتطوريها كل من ماركس وإنجلز علمياً كوسيلة لتحليل تطور المجتمع البشري. يقول هيراقليطس في مضمون المفهوم الأساسي للمنطق الجدلي للتاريخ ( الديالكتيك) " كل شيء موجود وغير موجود, فكل شيء في حالة سيلان, في تغير مستمر". أي أن كل شيء في الطبيعة في حالة تغير مستمر, وأن هذا التغير يتجلى من خلال سلسلة من التناقضات. فبالنسبة للفلسفة الجدلية، ليس هناك من أمر نهائي مطلق مقدس، فهي ترى كل شيء وفي كل شيء خاتم الهلاك المحتوم, وليس ثمة شيء قادر على الصمود في وجهها غير الحركة التي لا تنقطع, حركة التصاعد أبدا دون توقف من الأدنى الى الأعلى. وهذه الفلسفة نفسها ليست الا مجرد انعكاس هذه الحركة في الدماغ المفكر.[7]
على الرغم من كل التصورات الخاطئة عن المنطق الجدلي أو الديالكتيك الموجودة في الساحة الفكرية، سيكون مجدياُ أن نذكر ما ليس جدليا او ما هو بعيدا عن المنطق الجدلي أي الذي لا يقع تحت التحليل حين يكون هو المنهجية المتبعة. الديالكتيك لا يقدم مادة جاهزة وتفسيرات لكل الأغراض، كما أنه لا يوفر معادلة او صيغة تمكننا من توقع اللا متوقع، ولا يعد أيضا هو القوة المحركة للتاريخ كما يعتقد البعض عنه. بل الديالكتيك هو طريقة تفكير تقوم بالتركيز على مجموع التغيرات والتفاعلات التي تحدث في العالم. وجزء من ذلك فإنه يشمل كيفية تنظيم الرؤية للواقع المعطى. أي المعني بالدراسة والتحليل وأيضا كيفية تقديم النتائج التي تمت دراستها.[8]
إن المادية الجدلية التي طورتها النظرية الماركسية هي تطوير لفلسفة فيورباخ المادية. وذلك عن طريق دمجها مع هيكل الجدل الهيجلي وبعد تجريده من مثالتيه. أي نفي لفرضية هيجل حول اسبقية الوعي على المادة. فبالنسبة للنظرية الماركسية لا وعي بدون مادة.
للمادية الجدلية أو الديالكيتك بالرؤية الماركسية صفتان رئيسيتان أولهما, رؤيتها للطبيعة وظواهرها كنسق مترابط, فيستحيل فهم ظاهرة بشكل منفصل عن الظواهر والظروف المحيطة بها. ثاني الصفتين, هي أن الحركة وعملية التطور والنمو المستمر أصل في الأشياء. يقدم المنهج الجدلي المادي التفسير لكيفية حدوث هذا التطور عن طريق ثلاثة قوانين مرتبطة بعضها ببعض[9]:
1.      التحول الكمي الى النوعي: يعتبر أول قوانين الديالكتيك الماركسي التحول الكمي الى النوعي والعكس وهو الأساسي للتطور. النوع هو مجموع خواص الأشياء, والتغير النوعي يكون تغيرا في حال الشيء وخواصه, اما الكم فهو العدد. يفضي هذا القانون ألى ان كل شيء في تغير كمي متواصل, حتى يتراكم الكم الى حد معين فيصبح التغير النوعي حتمياُ.
2.      صراع الأضداد (التناقضات): تبعاً للجدلية لا يمكن فصل الشيء عن نقيضه. فهما يشكلان وحدة مترابطة، فجوهر حياة الإنسان وسر بقائه هو موت وتجدد خلاياه. وصراع الأضداد هو السبب في حدوث التغيرات الكمية التي تصل لحد معين لتحدث القفزة نحو التغير النوعي. ومثال على ذلك عندما ترتفع درجة حرارة الماء فإن قوتي جذب وتنافر دقائقه تتصارعان حتى تغلب الثانية الأولى, فتفقد دقائق الماء قدرتها على التماسك، وعندها يحدث التغير النوعي للماء من السيولة الى الغازية. بناء على ما سبق فإن للتحول من الكمي الى النوعي شرطان, توافر الظروف الخارجية( درجة الحرارة في مثال الكأس) والظروف الداخلية, أي صراع الأضداد,( التناقض بين جزيئات الماء داخليا).
3.      قانون نفي النفي: يعتبر القانون الثالث من قوانين الديالكتيك هو المحدد لمعرفة مسار التطور السابق ذكره. عندنا تتراكم التغيرات الكمية لتحدث تغيراُ نوعياُ، فإن هذا التغير ينفي الحالة السابقة له مع الاستبقاء ببعض خواصها الجيدة, ومن ثم تعدو التغيرات الكمية الى عادتها في التراكم حتى تحدث القفزة النوعية فتنفي النفي السابق, فيكون النفي هنا مضاعفا. إن مسار التطور في المفهوم الجدلي هو ارتقاء لمستوى أكثر تعقيداُ من سابقه. وكما يقول السابق ذكره هيراقليطس " إنك لا تسبح في النهر مرتين"

الماركسية كنظرية اجتماعية

الصراع الاجتماعي (Social Conflict or Class Struggle):

هي نظرية جوهرها في التحليل الاجتماعي يدور حول الطبقات الاجتماعية بأفرادها وجماعاتها وصراعتهم داخل المجتمع المعطى. فتكون لديهم كميات مختلفة من الموارد تتفاوت بين الجماعات وتكون الفئة الأكثر نفوذا هي الأكثر احتكاراً لتلك الموارد من خلال استغلال الجماعات أو الطبقات الأخرى في المجتمع. يحدث هذا الاستغلال والهيمنة من خلال مصادر القوة المتمثلة في أجهزة الدولة مثال على ذلك، جهاز الشرطة والجيش بالإضافة الى قوى الإنتاج، وتعد مؤسسات المجتمع المختلفة مثل النظام القانوني والسياسي أدوات لهيمنة الطبقة الحاكمة كما انها تعمل على تعزيز مصالحها. وترى هذه النظرية بان المجتمع يخلق من رحم الصراع الطبقي بين الفئات المختلفة داخله.

نظرية الاغتراب (Theory of Alienation)

بالنسبة لماركس، فإن التاريخ البشري يحمل جانبا مزدوجاً: كان تاريخاً تزداد فيه سيطرة الانسان على الموارد الطبيعية بشكل غير مسبوق. ولكن في ذات الوقت كان تاريخاً يزيد من اغتراب الانسان لإنسانيته، أي تفصله عن نفسه وعلاقاته الاجتماعية الحقيقية فيذوب الإنسان مع تلك الموارد التي جعلت من تقسيم العمل أداة للمزيد من العزلة وتشيئ الانسان لأخيه الانسان الآخر. فينفصل العامل مثلا عما يقوم بإنتاجه، يوميا حيث لا يستطيع اقتناءه او استهلاكه مباشرة، بل يذهب كل ما أنتجه إلى سوق يتم فيه تبادل البضائع. ولا يبقى له ما يميزه عن غيره من العمال الذين هم أيضا قد تم فصلهم عما أنتجوا. فلا يبقى مبدأ المشاركة إلا من خلال تلك العلاقات المادية التي يحكمها السوق. فيصبح جهدهم ذاته سلعة تؤخذ منهم وتباع مثله مثل الأشياء التي ينتجونها. إذ حتى العلاقات العاطفية أصبحت تعاني هي الأخرى من حالة اغتراب حقيقية. فالحب بات سلعة يسوق لها لمزيد من الاغتراب والانفصال عن جوهره الأصلي فتكثر العلاقات الهشة العابرة بين الناس التي تعاملهم كمجرد كائنات لديها غرائز يجب اشباعها فحسب. ونتيجة لكل ذلك لا يصبح الحب او العمل عملية مشبعة للذات ولكن يتحول الى شر لابد منه.
فالاغتراب هو شعور مربك بالإقصاء والانفصال أي الاغتراب عن الوجود البشري، لأن الطبيعة الأساسية للبشرية كما يراها ماركس تكمن في القدرة على تشكيل وإعادة تشكيل العالم من حولنا وقفا لاحتياجاتنا وقدراتنا الإبداعية دون الحاجة للاستغلال. ولكننا محرمون من ذلك بسبب الطبيعة اللا إنسانية للرأسمالية. وأشار ماركس أيضا ان هذا النوع من الاغتراب موجود أيضا في الطبقة الحاكمة أو التي تملك وسائل الإنتاج ولكن بطريقة مختلفة عما يشعر به العامل ويعود الاختلاف للموقع الاجتماعي لكل منهم وأسلوب ونمط عيش كلا منهما.
إذن فالاغتراب ليس مجرد مفهوم للأكاديميين ليتدارسوه أو يناقشوه, بل يمكن ملاحظته في كل جوانب الحياة اليومية, كشخص يعمل لساعات طويلة في وظيفة مخدرة للعقل متشوق ليوم إجازته وفرصة الهروب من المشقة والملل في بيئة العمل التي تغيب عنها المهارة. ويؤمن ماركس بأنه لا يمكن التغلب على الاغتراب إلا من خلال استعادة الجوانب البشرية للعمل والعلاقات الاجتماعية وذلك عن طريق اللا اغتراب. حيث يرى ماركس حالة الاغتراب بانها حالة طارئة، أي خاطئة نتيجة نمط الإنتاج الرأسمالي. فلا تزال الفرصة أمام البشر ليدركوا إمكانياتهم الكاملة ويتحرروا من وسائل الاستعباد المتمثلة في الدولة، ووسائل الإنتاج والمجتمع الطبقي.

الماركسية كنظرية اقتصادية:

تمثل النظرية الاقتصادية محور الماركسية والمرحلة الأخيرة من تطور فكر ماركس نفسه أي انتقاله كما يصفه اغلب المفكرين الى العمل الموضوعي العلمي المتكامل وتحديدا في نقد الاقتصاد السياسي المتمثل في الاقتصادات المتقدمة وخصوصا إنجلترا وفرنسا آنذاك وبعد ثلاثين عاما من القراءة والتحقيق داخل مكتبة المتحف البريطاني الذي اتخذها ماركس مقراً للتقصي في جذور نمط الإنتاج الرأسمالي أخيرا قرر ماركس ولأول مرة في حياته نشر مشروعه المشهور كتاب "رأس المال" ويعد هذا الكتاب الذي يتكون من ثلاث اجزاء من اهم الكتب الحالية لفهم المنظومة الرأسمالية.

 نظرية القيمة (Theory of Value)

على عكس ما يتوقعه الكثيرون لا يبدأ ماركس تحقيقه في كتاب "رأس المال" بمفهوم الصراع الطبقي مثلا ولا يرفض مسلمات أصحاب الاقتصاد الكلاسيكي آدم سميث وريكاردو بل, ينطلق من منطقهم ويبدأ بمفهوم البضاعة التي تعتبر المرتكز الأول في نمط الإنتاج الرأسمالي. البضاعة التي لا يمكن أن تكون بضاعة إلا إذا كان لها قيمة وقيمة استعمالية، ولكن أن تكون قابلة للاستعمال ليس كافياً لنقول بأنها بضاعة, يجب أن تكون لها خصائص تبادلية في السوق. فمثلا رجل يحرث أرض بيته ويأكل منها, فهو بذلك صنع قيمة وجعل من تلك القيمة أي قيمة  عمله قيمة استعمالية, وهي أنه تغذى على ثمار ما حرث .ولكن لا نستطيع القول بأن ما قام بإنتاجه بضاعة حتى يقوم بتبادلها في السوق عن طريق بيعها او تبادلها بشي آخر. ويعد فهم القيمة أمر ضروري لتحليل وفهم الاقتصاد الرأسمالي.

نظرية قيمة العمل والاستغلال (Labour theory of Value and Exploitation)

تعتبر قوة العمل المحرك الأهم في فعالية نمط الإنتاج الرأسمالي. فقوة العمل هي القدرة والوقت اللتين يقدمهما أو يبيعهما العامل لرب العمل لإنتاج قيمة ما. فصاحب قوى الإنتاج (أي العمل) لا ينظر لقدرات وطاقات العامل إلا كمجرد بضاعة أخرى في السوق يقوم بشرائها لإنتاج قيم وبضائع أخرى يقوم بتبادلها في السوق عن طريق الاستهلاك. وفي الواقع لا يبيع العامل عمله، بل يبع قدرته ووقته للعمل، وهو الشي الوحيد الذي يملكه لإبقائه على قيد الحياة في ظل هذه المنظومة. عندئذ يمكن القول أن قوة العمل هي بضاعة تخضع قيمتها لقيمة السوق مثلها مثل البضائع الأخرى، و تتحدد بمقدار وقت العمل الضروري اللازم لإنتاجها (Socially necessary labour time) . وعلى خلاف معظم البضائع الأخرى، لا يدفع أرباب العمل قوة العمل ثمنها إلا بعد أن يستهلكوها عن طريق أجور شهرية أو أسبوعية.
وتتم عملية استغلال العمال عن طريق قوة العمل التي هي البضاعة الوحيدة التي يمكنها صنع فائض قيمة للرأسمالي. كيف يحدث ذلك؟ فلو فرضنا وجود عامل في مصنع للقطن بثمان ساعات عمل في اليوم وأجر دولار لكل ساعة من الساعات الثمان) وأنه ينتج خلال أربع ساعات بضاعة تبلغ قيمتها عشرين دولاراً تتكون من مواد خام بكلفة 11 دولار، وتبلغ كلفة التلف دولار واحد. فالقيمة الجديدة 8 دولارا التي هي أجر العامل لمدة ثمان ساعات هي قيمة ما ينتجه خلال أربع ساعات فقط. وهذا يعني أنه في الأربع ساعات المتبقية، سينتج نفس القيمة ولكن الرأسمالي لا يعطيها للعامل بل يأخذها ربح له وهذا ما له ارتباط وثيق بمفهوم بفائض القيمة. ووفقا لماركس، فإن فائض القيمة يمكن تعريفه بأنه عمل الطبقة العاملة غير مدفوع الأجر، أي انه العمل الذي يستخرجه الرأسمالي من العامل دون مقابل.

النظرية الماركسية بين الأيديولوجيا والمنهج العلمي الموضوعي (مثقف العالم الثالث نموذجاُ):

من الأيديولوجيا الى العلم

يرى الكثير من المفكرين كم ذكرنا سابقا أن مؤلفات ماركس الاقتصادية الأخيرة (رأس المال) هي لب المنهج العلمي الحقيقي للنظرية الماركسية. أي الانتقال من الكتابات السياسية والفلسفية الأولى ذات الصبغة الأيديولوجية التي كانت معنية بسؤال مستقبل ألمانيا موطنه التي كانت تعاني من تأخر سياسي وتاريخي بالمقارنة بفرنسا وانجلترا مثلا. فالهم السياسي أي سؤاله الأول هو الذي كون مواقفه السياسية الى فترة وصوله للموضوعية في البحث العلمي أو كما اسماها العروي الانتقال من ماركس الشاب الى ماركس الكهل.  فالماركسية الغربية (العابرة بالليبرالية) كما هي الآن تعتمد على النتائج الختامية في أعمال ماركس-النتائج هي آلية النظام الرأسمالي، فتبلورت لديهم قوانين تسير الإنتاج وعلاقات قطاعات الإنتاج، فهي تمثل حركة شكلنة التحليل الماركسي فتلتقي مع الاهتمامات في الغرب، مثل إرادة تعميم نظرية الاقتصاد بالبحث، انطلاقاً من منطق النظام الرأسمالي وبنيته وحركته، في بنية كل عملية تنظيم مواد محدودة لأهداف محدودة. فلذلك ينظر لها أنها ماركسية علمية موضوعية، اكتشافيه, تعرض للجميع كأنها الماركسية الصحيحة.[10]

ماركسية مثقف العالم الثالث والموقف المعادي لليبرالية

يرى العروي بأن ماركسية المثقف العربي الموجودة مبنية أساسا على نقد الليبرالية باعتبارها قائمة ومتغلبة في الأفكار والأنظمة. ويعتبر العروي هذا الأساس إحدى أهم مظاهر ضعف ماركسية المثقف العربي. أي انه ينتقد شيء لم يعشه ولم تمر به حضارته, فهو ينسى الفارق الهائل بين موقفه  وموقف المثقف الأوروبي الذي يريد تجاوز ماركس. فالمجتمعات الغربية طبقت وعاشت الليبرالية, والماركسية نشأت كردة فعل لذلك. فحين يرفض المثقف الغربي الليبرالية او الماركسية المتأثرة بها فهو بذلك يرفض أشياء ملموسة حوله. أما رفض المثقف العربي الماركسي يغرق الماركسية في الاتجاهات البعيدة عن التاريخ فيستعملها لنقد الليبرالية لأسباب ذاتية على حساب احتياجات مجتمعه التاريخية فيختبئ تحت الشعارات التي تحرك وجدان المواطن العادي مثل محاربة الغرب والاستعمار والامبريالية الفكرية, فينسلخ فعلا عن السياسة ويتركها لصالح الفكر التقليدي كما عبر عنه العروي.[11]

أي ماركسية لمثقف العالم الثالث ان يتولى؟ ولماذا؟

إن الإخفاق في السياسة يأتي قبل كل شيء من الذاتية، وتفهم أسباب الإخفاق يدفع في بعض الظروف الى اكتشاف موضوعية السياسة ثم الى موضوعية المجتمع وأخيرا إلى موضوعية التاريخ. فالعودة للتاريخ بالنسبة للعروي هي بداية الطريق لمشروع سياسي يستوعب الهدف الأول والأساسي الذي هو دفع السياسي الثوري التقدمي الغارق في الممارسة الى الاقتناع بضرورة استيعاب أيديولوجيا "محددة" لمواجهة الصراعات الأيديولوجية الموجودة في الفضاء السياسي العربي الإسلامي حتى يجابه بها الفكر التقليدي المهيمن فلا معنى للهروب بداعي " العلمية الماركسية" والوقوع في فخ الماركسية المتفتحة العالمية (أي يصبح مثقف ماركسي بلا جواز) التي هي لا تعني المثقف العربي في ضروراته السياسية الراهنة, ويعقب العروي ويصف الماركسية بأنها ذلك النظام الذي يقوم بالتزويد بمنطق العالم الحديث, أي بجميع مراحله في منهج واحد. فيقر العروي بأن ماركسية إنجلز (الماركسية التاريخية) هي التي تحتاجها الأمة العربية، وذلك لأن إنجلز قام بتحرير المسائل الفلسفية وأعطى للماركسية طابعا شمولياُ ومبسطاُ وجعل منها "أيديولوجيا" جاهزة تنير العمل, أي الاقتناع اخيرا بنظرية شاملة للتاريخ. وينوه العروي قائلا أيضا: " لا أقول إن الماركسية التاريخية هي لب الماركسية وحقيقتها المكنونة، وإنما اكتفي بتسجيل واقع والتقيد به, وهو أن الأمة العربية محتاجة في ظروفها الحالية الى تلك الماركسية بالذات لتكون نخبة مثقفة قادرة على تحديثها ثقافياُ وسياسياُ واقتصادياُ ثم بعد تشييد القاعدة الاقتصادية يتقوى الفكر العصري ويغذي نفسه بنفسه."


ثبت المصطلحات والمفاهيم:

·         الليبرالية: هي فلسفة سياسية تأسست في القرن السابع عشر (عصر التنوير) على يد المفكر الإنجليزي جون لوك وهي قائمة على فكرتي الحرية والمساوة ومعنية بحرية الافراد وجعلها فوق كل حرية. مثال على ذلك، حرية التعبير, حرية الأديان والسوق الحر.
·         الراديكالية(اليسارية): هي الجذرية وهي فلسفة سياسية تؤكد الحاجة للبحث عن مظاهر الجور والظلم في المجتمع واجتثاثها وترتكز على تغيير البنى الاجتماعية باتباع أساليب ثورية. فالراديكاليون يبحثون عما يعتبرونه جذور الأخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المجتمع ويطالبون بالتغييرات الفورية لإزالتها.
·         الأيديولوجيا: النسق الكلي لـلأفكار و المعتقدات و الاتجاهات العامة الكامنة في أنماط سلوكية معينة. وهي تساعد على تفسير الأسس الأخلاقية للفعل الواقعي، وتعمل على توجيهه. وللنسق المقدرة على تبرير السلوك الشخصي، وإضفاء المشروعية على النظام القائم والدفاع عنه.
·         الاشتراكية الطوباوية (Utopian Socialism): هي نظرية مثالية تدعو الى بناء مجتمع إنساني سعيد يقوم على الملكية الجماعية والتساوي في توزيع المنتجات والعمل الإلزامي لكل أعضاء المجتمع.
·         الرأسمالية: هي نظام اقتصادي يقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وخلق السلع والخدمات من أجل الربح. تشمل الخصائص الرئيسية للرأسمالية الملكية الخاصة، تراكم رأس المال، العمل المأجور والأسواق التنافسية.
·         الإمبريالية: هي سياسة توسيع السيطرة أو السلطة على الوجود الخارجي بما يعني اكتساب أو صيانة الإمبراطوريات. وتكون هده السيطرة بوجود مناطق داخل تلك الدول أو بالسيطرة عن طريق السياسية أو الاقتصاد. مثال على ذلك, الولايات المتحدة وبريطانيا.
·         الأرستقراطية: هي تسمية لطبقة اجتماعية تتمتع وتمتاز ببعض الصفات الخاصة، وهي تمثل الأقلية الممتازة. وهي كلمة يونانية الأصل وتعني (حكم الأفضل)، وهذه الصفة متوارثة حتى هاجمتها الثورة الفرنسية. مثال على ذلك, الطبقات الحاكمة قديماُ
·         البرجوازية: هي طبقة اجتماعية ظهرت في القرنين 15 و16، تمتلك رؤوس الأموال والحرف، كما تمتلك كذلك القدرة على الإنتاج والسيطرة على المجتمع ومؤسسات الدولة للمحافظة على امتيازاتها ومكانتها. وهي التي قامت بالثورة الفرنسية على الحكم الاقطاعي والملكية.
·         البروليتاريا: طبقة العمال الكادحين المستغلة التي تكونت مع بداية العصر الرأسمالي في أنجلترا أولا ثم في أوروبا, وهي تعمل دون أن تملك شيئاُ.




مراجع وروابط مفيدة:
·         كتاب كارل ماركس "رأس المال", المجلد الأول
·         كتاب عبد الله العروي " العرب والفكر التاريخي"
·         كتاب عبد الله العروي " الأيديولوجيا العربية المعاصرة"











[1] البراكسيس مفهوم طوره المفكر الماركسي أنتونيو غرامشي وهو ربط النظرية والممارسة معاُ، أي العمل الموجه لتغير المجتمع
[2] هو مصطلح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، يقصد به الدلالة على الدول التي لا تنتمي إلى العالمين الأول والثاني، وهما الدول الصناعية المتقدمة. ورغم بعض التحفظ على المصطلح ولكننا ستخدمه كما استخدمه العروي لدلالات التي لا تنتمي الى الدول الرأسمالية المكتملة..
[3] روبرت أون هو مصلح اجتماعي ويلزي, وأحد واضعي أسس الاشتراكية المثالية والحركة التعاونية https://en.wikipedia.org/wiki/Robert_Owen
[4] الموضوعة الثالثة حول فيورباخ, كتاب " اطروحات حول فيورباخ"
[5]  عبد الله العروي في كتابه " الأيديولوجيا العربية المعاصرة" ص 175
[6] مدخل للماركسية روب سيويل والان وودز ترجمة مدونة ما العمل ؟
[7] المصدر السابق
[10] عبد الله العروي " العرب والفكر التاريخي"
[11] المصدر السابق