Saturday, January 19, 2013

كتاب الفلسفة واللغة




الفلسفة واللغة
المنعطف اللغوي :أول من استعملها هو غوستاف برغمان وهي تعني توجه الفلسفة في القرن العشرين نحو اللغة .

يقوم منهج الكاتب على  العرض التاريخي في البداية إذ تناول أرسطو ومشاكل اللغة في اليونان التي كانت تنحصر في مسألتين : 1- علاقة اللغة والطبيعة .  2- العلاقة بين القياس والاعتباط .                                                        وتناول الحركة السوفسطائية التي وضعت الخطابة واهتمت بها بجعلها الكلمة سلطة , وأحد آثار السوفسطائية المهمة هي هو الانتقال الذي أحدثته في بنية اللوغوس حيث لم تعد النظرية التي ترى أن اللغة   تأخذ الصفة الالهية .
ثم عرج على ابن رشد الذي أعاد تأويل مقالات أرسطو   .
 بدأ بعدها بعرض لفلسفة ارنست كاسيرر واعتماده المنهج الكانطي في التطبيق واختلف معه في اعتباره أن المقولات متغبيرة وليست ثابتة وأنها تطبق على مواضيع مختلفة, واعتبر كاسيرر اللغة  بوصفها رمزا ثقافيا وعرف الرمز بأنه : طاقة فكرية بواسطتها يصبح مضمون معين من الدلالات الفكرية مرتبطاً بها .
ويكون بذلك قد أنهى العرض التاريخي لمقدمات المنعطف اللغوي .
بعد ذلك عرض موضوع الفلسفة التحليلية التي سيأتي شرحها وعرض نقد التحليلية لكارل بوبر الذي أتى بالقابلية للتكذيب  ويهدف بالقابلية للتكذيب استبعاد القضايا الكاذبة لأن هدف العلم هو الوصول للحقيقة , وانتقد أيضا فكرة توحيد اللغة, إذ  يرى عدم إمكانية اختصار مشكلات الفلسفة باللغة , ورأى أن الفيلسوف  الذي يهتم باللغة يهتم بأشباه المشكلات .
ينتقل بغورة بعدها إلى التأويل وبول ريكو ثم يعرج على البنيوية في 3 فصول , اختار في كل فصل فيلسوفا معينا :
شومسكي : جمع بين الطرح الفلسفي واللغة (( مؤسس التوليدية التحويلية )) وتكمن أهميته في محاولة تجاوز ثنائيات اللسانيات البنيوية باعتماده على الجملة اللغوية كأساس, باحثاً في الوقت نفسه عن جوهر اللغة في عملية الكلام , لايرى شومسكي الفصل بين اللغة والفلسفة وعلم النفس, ويرى أن علم اللغة ينبغي أن يكون عاماً وشاملا للخصائص الأساسية للغة الانسانية , ودعى لقيام نحو عالمي .

فوكو : لاحظ أن اللغة لايمكن تحليلها من حيث مكوناتها الصورية أو بنياتها الرمزية فقط , بل يجب الأخذ بالوظائف الملموسة و الواقعية .
بورديو : قدم ممنظور اجتماعي مختلف ورفض فكرة سلطة اللغة ورأى بالذاتية كفكرة أمام المجتمع
يرى بغورة في كتابه أن (( البديل المناسب للمنعطف اللغوي كما مثلته الفلسفة اللغوية , بوصفها بديلا للفلسفة وانغلاقا على اللغة, هو فلسفة اللغة باعتبارها مبحثا من مباحث الفلسفة, يدرس الإشكاليات اللغوية كم طرحتها الفلسفة المعاصرة بمختلف تياراتها )) وأول فيلسوف استعمل مصطلح " فلسفة اللغة " هو الايطالي بندتو  كروتشه (1952-1866)  , إن فلسفة اللغة : (( مبحث فلسفي جديد يهتم بالغة من منظور فلسفي ويتكون من مختلف التطورات التي عرفها الفكر الفلسفي المعاصر والمتمثل بشكل خاص في التطورات الحاصلة في مجال المنطق الرمزي, والتأويل أو فلسفة التأويل ))
يرى بغورة أن الخطوة العملية في تحديد مجال فلسفة اللغة, هو العودة إلى القواميس والاتجاهات الأساسية .
 اتجاهات فلسفة اللغة :
1- الاتجاه التحليلي : وهو الاتجاه الرئيس ركز على موضوع اللغة بل حولت موضوع الفلسفة الى اللغة , ويتكون من عدة نظريات اساسية , النظرية الوصفية لراسل والتصويرية لفنجنشتاين الاول  ونظرية الاستعمال أو الالعاب لفنجنشتاين الثاني , والنظرية العنقودية لسيرل ..
بدأ مع غوتلوب فريجه وتعمق هذا المنعطف مع فنجنشتاين  ,وتعتبر الوضعية المنطقية التجسيد للمنعطف اللغوي الحديث اذ حولت  التحليل الفلسفي الى واقع قائم .
تمثلت الوضعية في حلقة فيينا وردلف كارناب الذي حول كتاب فنجنشتاين الرسالة الفلسفية المنطقية الى برنامج فلسفي  وقد أخذت الوضعية من اوغست كانت آراءه في الميتافيزيقيا واستبعدوا أفكاره اللغة , والمسألة الأساسية التي يولونها هي مسألة التحليل المنطقي-اللغوي ,مع تأكيدهم على رفض الميتافيزيقيا , وقد عبرت بالواحدية اللغوية التي تقوم على : لا يمكن الخروج من البعد اللغوي, كل شئ لغة .
2- الاتجاه التأويلي :يعتبر التأويل المنعطف الثاني وعدكتاب العبارة لأرسطو أول كتاب يتحدث عن التأويل  , أسسها غدامر وهذا التيار أعطى اللغة مركز الصدارة في الفلسفة, فهي كل محاولة للفهم نابعة من اللغة ,والتأويلية مبحث فلسفي يدرس فن تاويل النصوص ويعود في جذوره إلى التفسير الديني والاساطير والقانون ( القديمة ) ,أما التأويلية (الحديثة) فلم تتوقف عند مستوى النصوص إذ أصبحت الحياة الانسانية قابلة للتأويل ,وتتميز في شكها بجميع التأكيدات وأنها مفتوحة .
قام بغوره هنا بدراسة بول ريكو كنموذج للتأويل, وريكو الذي بحث في فلسفة اللغة وانتهى إلى منهجية تأويلية , أيضا اهتم  بالرمز والمعنى .
3- الاتجاه التفكيكي: يجمع هذا التيار بين الالسنية والفلسفة التأويلية عموما,ويعد دريدا ممثل هذا الاتجاه ,ولقد اعترف دريدا أن التفكيك كلمة عصية على التحديد والتعريف . وعبر قائلا بأن اللغة ضيقة لا تعبر عن كل شىء بخلاف غدامر المتمثل في المدرسة التأويلية.
التفكيكية عبارة عن توجه فلسفي في قراءة النصوص وطرح القضايا ولقد مثلت محاولة أصيلة في فهم الآخر لما تضمنته من تقنيات التحليل ,ويعد التفكيك بمثابة فلسفة تقوم على القراءة النقدية للنصوص قراءة تجمع بين التحليل النفسي والماركسية وفلسفة هيدغر .
4- الاتجاه التواصلي : يتبع هذا الاتجاه نظرية يورغن هابرماس المعروفة باسم الفعل التواصلي والتي عدت منطقا جديدا في االعلوم الاجتماعية, وتهتم التواصلية باللغة بوصفها فعلا لغويا تبادليا لجملة من العلاقات والاوضاع الاجتماعية .
يتميز الفعل التواصلي بكونه مفهوما وصفيا ( لاعتماده على اللغة العادية ) وبكونه مبدأ معياريا ( نموذج للمجتمعات الديمقراطية - كل قاعدة يجب أن تلقى القبول من كل الأشخاص الذين لهم علاقة بها -).

تقديم: علاء بامطرف

2 comments:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عرضك لمسائل الكتاب رائع جدا والموضوع شيق جدا لأنه يتحدث عن مفردتين من أحب مفردات الثقافة لدي الفلسفة والهرمينيوطيقا(التأويلية). ولكن يجب هنا التنبه لقضية مهمة جداهى أن التأويلية مدرسة قائمة بذاتها لها اسسها وقواعدهاومناهجها الخاصة في تناول النصوص ولها تاريخها المختلف عن باقي المدارس لذا يجب عزلها من حيث الوعى بها عن البنيوية والتفكيكية وفلسفة التحليل باطيافها المختلفة،طبعا التأويلية تتقاطع مع كثير من هذا المدارس بل يشكل التاريخ منطقة إلتحام شائكة بينها ومع هذا تظل هناك مناطق شاسعة تفرق بين هذه المدارس تصل في كثير من الأحيان غلى حد التدابر خاصة في اللحظات التاريخية التى عرفت فيها التأيلية فارسها الأول مارتن هايدجر ومنهجه الفذ في التأويل المنهج الفينومينولوجي الذى قدمه من قبل هوسرل الفيلسوف الألماني. يمكن الرجوع لبعض الكتب التى قدمت الهيرمنيوطيقا في أطوارها المختلفة ككتاب إشكاليات القراءة وأليات التأويل لنصر حامد أبو زيد والكتاب المعنى الأدبي من الظاهراتية إلى التفكيكية لوليم راي.
    أعتقد أن المدارس التى جاء ذكرها في الكتاب المعروض تختلف في أشياء كثير جدا إبتداءا من المنهج والمفاهيم إلى التصورات والرؤى لكن الاختلاف الأكبر في اعتقادي يكمن في كيفية التأويل التى تترتب على المناهج والتصورات والرؤى .
    وهذا نمط صعب

    ReplyDelete
  2. تقديم يدل على قراءة واعية للكتاب ; إلا أني أرى أن أثر الفلسفة على النقد أشد أثرا منها على اللغة ...
    سلم فكرك وقلمك .

    ReplyDelete